التيار الماركسي الجديد

ظهرت الماركسية في منتصف القرن التاسع عشر 1848م. عندما نشر كارل ماركس وفريدريك إنجلز كتابهما الشهير "البيان الشيوعي".

 كان الحلم الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية. تأميم وسائل الإنتاج وتوزيع الثروة بشكل عادل. وأطلقوا شعار "يا عمال العالم اتحدوا"

 كانت بريطانيا أكثر استقرارًا آنذاك مما جعل الأفكار الماركسية أقل جاذبية لطبقتها العاملة. بينما كانت روسيا تعاني من ظروف قاسية جعلت الثورة أمرًا لا مفر منه. 

 تحولّت الثورة لاحقا إلى نظام قمعي ولّد أشكالا من المعاناة. "غربة المصنع" و "غربة الوطن". 

 بعد قرابة المئة عام. ظهرت الماركسية الجديدة منتصف القرن العشرين. أحد أبرز مظاهرها هي "مدرسة فرانكفورت". مدار الدرس اليوم.

 *مدرسة فرانكفورت*  

 خلّفت الحرب العالمية الأولى دمارا هائلا. أوجد الشعور بالهزيمة والاضطراب الاجتماعي بيئة مناسبة لنشوء الأفكار المتطرفة التي استغلت هذا الإحباط. فظهرت الفاشية في إيطاليا والنازية في ألمانيا. 

 ظهرت مدرسة فرانكفورت في ألمانيا عام 1923م. كرد فعل على الفاشية والنازية . مفكرون مثل "هوركهايمر، أدورنو، ماركوز. أريك فروم. هابرماس". قدموا نموذجا جديدا للماركسية تم طرحه في أوروبا.

 يرتكز على : التحليل الثقافي + دراسة تأثيرات الرأسمالية على الوعي والفرد + دمج معارف من مجالات أخرى مثل علم الاجتماع، التحليل النفسي..

 *أهداف الماركسية الجديدة*  

 عملت المجموعات الماركسية داخل النظام الجديد على أهداف واضحة : 

- التحول الكامل للمجتمع في قضايا السلام والثروة والحرية.

- انهاء الطبقية والاستغلال

- انتاج مجتمع جديد اوروبي عبر تغيير ثفافي شامل وليس عبر الثورات . 

 شكل طلاب الجامعات الخميرة الاساسية لعمليات التمرد على النظام. فعملت على تعبئتهم وشحنهم بالأفكار الجديدة . 

 الالتحام بقضايا المهمشين في اوروبا مثل السود. التعاون مع مجموعات لها مطالب اجتماعية مثل المثليين و الحركة النسوية .

 نشر الفكر الماركسي الجديد في الفنون والحياة الثقافية في أوروبا من خلال التأثير العميق على الأدب والمسرح والفنون التشكيلية. الذي أعاد تشكيل المجتمع .

 *العرب والماركسية الجديدة*  

 في منتصف القرن العشرين. ظهرت حركات يسارية في بعض الدول العربية. تدعو إلى تغيير "اجتماعي.سياسي .اقتصادي". واجه تحديات ومقاومة من قبل الأنظمة السياسية والمجتمعية آنذاك.

 تم استعارة مصطلحات من التراث الماركسي الضخم مثل "تشييء الانسان" "تسليع الانسان" "تغريب الانسان". ترجمها المسيري وأصبحت تبدو كأنها مادة اسلامية قابلة للتداول. 

 بالرغم من أن الماركسية الجديدة تملك نزعة انسانية عامة. ولكنها لا تتفق في كل الجوانب مع النزعة الانسانية التي عندنا كمسلمين. ويظهر السؤال : أين نلتفي وأين نختلف معهم. 

 *الخاتمة*  :

 أول شرط من شروط العبور أن نعرف ما هو هذا العالم الذي نتحرك فيه. الاتجاهات الكبرى الموجودة والخلفيات التي نشأت منها.

  وبالتالي نستطيع أن نختار موقعنا منها بوعي لا برفض مطلق ولا قبول مطلق