الحداثة والتنوير والعلمانية

 "التنوير، الحداثة، العلمانية" مفاهيم ارتبطت بمراحل مختلفة من التطور الفكري والاجتماعي في العالم.

 ثلاثة مصطلحات يحتاج صانع النهضة أن يفهم مدلولاتها العامة ثم يتوسع لاحقا في البحث بمفرده .

 *مصطلح التنوير*   

- التنوير حركة فكرية ظهرت في أوروبا في القرن 18. تهدف إلى تحرير الإنسان من الجهل عن طريق نشر المعرفة والعلم والعقلانية.

- تكونت كتلة حرجة في اوروبا من الفن والأدب والسياسين. 

- انتهت بالثورتين الأمريكية والفرنسية التي حملت شعار" نحو مجتمع عقلاني" 

 *الحداثة والتحديث*  

الحداثة إحدى مخرجات التنوير . 

- مصطلح يشير إلى مجموعة من التحولات الفكرية، الثقافية، الاجتماعية، والسياسية التي ظهرت في أوروبا من القرن 17 وبلغت ذروتها في القرن 19. 

- تسعى إلى تحقيق قطيعة مع الماضي وتقديم نظرة جديدة للعالم تعتمد على العقلانية، العلم، والتقدم.

 *مظاهر المجتمع الحداثي* : 

انتقل من النظام التضامني الى نظام علاقات أكثر تنظيما وفقا لمبادئ عقلانية:

 *الإنسان :

القيمة الاجتماعية للفرد تكون مرتبطة بما يستطيع تقديمه من مهارات بصرف النظر عن انتمائه وعائلته. 

 *الإدراة :

في المجتمع الحداثي أنظمة وهيكليات معقدة تشبه النظام العضوي، مع وجود أدوار محددة لكل منها.

 *التقنية :

النظام القديم يعتمد على قوة العضلات. في عالم الحداثة الألة تعمل كل شيء. 

 *السياسة : 

المجتمع الحداثي تعاقدي دستور وقانون وعقد اجتماعي. بعد أن كان لا تعاقدي. روابط تقليدية تحدد شكل السلطة والحكم. 

 *الاقتصاد : 

تحول من مجتمع قروي مغلق (اعتماد ذاتي). الى اقتصاد عالمي. أي مشكلة تحصل في العالم نسمع صداها عندنا.

 هناك مجتمعات عالقة في المنتصف. ليست قروية ولكنها لم تدخل الحداثة بشكل كامل مثل المجتمعات العربية. الكثير من علاقاتنا لا نعتمد فيها على النظم الحداثية وانما على القرابات والعلاقات .

 *العلمانية  : 

تكون المصطلحات محملة دائما بدلالات السياقات التي تعمل بها، وبالتالي تحمل العلمانية في كل مجتمع معنى مختلف. 

 المعنى الأكثر شيوعا أنها حركة تدعو إلى فصل الدين عن الدولة، بحيث تكون الحكومة والقرارات السياسية غير مرتبطة بالمعتقدات أو السلطة الدينية.

 عام 1648 كان نقطة تحول مهمة. شهد نهاية حرب الثلاثين عاما وتوقيع معاهدة "وستفاليا". وضعت حدا للصراعات الدينية.

 "جورج هوليوك" البريطاني. أول من صك مصطلح "العلمانية" بشكل رسمي في عام 1851. 

 في الدولة العلمانية . تعمل الدولة كوسيط بين المختلفين ولا تكون طرفا في الصراع.. 

 اذا وجد مجتمع خال من هذه التنازعات ليس هناك حاجة للدولة لكي تكون وسيط. وبالتالي لا حاجة لحل "العلمانية".

 هناك نوعين : علمانية شاملة (فرنسا). علمانية جزئية(امريكا) 

 *العلمانية والنظام السياسي* 

 النظام السياسي ليس مجرد انعكاس لفكرة واحدة داخل المجتمع، بل هو نتاج تفاعل معقد بين القوى الموجودة داخل ذلك المجتمع. 

 عندما تحاول أي جهة، سواء كانت الكنيسة في أوروبا في العصور الوسطى أو تنظيم مثل داعش في العصر الحديث، فرض أيديولوجية واحدة، فإن هذا يؤدي في كثير من الأحيان إلى مقاومة وتوترات داخلية. 

 هذا الفشل يدفع الناس إلى البحث عن طرق جديدة للتعايش. والعلمانية أحد تلك الطرق. 

 إذن السؤال ليس هل تصلح العلمانية او اللا علمانية. ولكن السؤال: ما هو أفضل حل لادارة دولة ما بحيث تحقق اهداف الوجود والاستقرار والتنمية. من هنا فالجميع يبحث عن (BFS) . BEST FIT SYSTEM

 هناك مجتمعات أفضل حل لها هو العلمانية. وهناك مجتمعات أخرى تحتاج حلول أخرى حسب نوع ازماتها.

 * الخاتمة*  

 اذن التنوير مهّد الطريق للعقلانية والتفكير النقدي الذي ساهم في بروز الحداثة، حيث أعاد الناس تشكيل مجتمعاتهم ومؤسساتهم وفقاً لقيم حداثية جديدة.

 العلمانية هي أحد الحلول المطروحة لحل اشكالات في مجتمعات ابتليت بنزاعات مصدرها الدين، فتشكل عندها موقف "تحييد الدين" من الفضاء بدرجات مختلفة.