نعيش مرحلة حافلة بالتحديات والإنجازات، في زمن تتداخل فيه الأزمات مع الفرص. إلا أن جوهر المسألة يكمن في كيفية التعامل مع هذه المرحلة من منظور متوازن يجمع بين الطموح والواقعية، ويضع مصالح الوطن فوق كل اعتبار.
أولاً: الحاجة إلى الواقعية والتخطيط الزمني
إن الحلم بتحقيق التحولات الكبرى أمر مشروع، بل ضروري، لكنه يتطلب إطاراً زمنياً محدداً وأهدافاً معقولة قابلة للتحقق. فالوقت ليس مطلقاً؛ هناك أمور تحتاج سنوات وخططاً مرحلية، وأخرى لا تحتمل التأخير وتتطلب تدخلاً عاجلاً، مثل حماية الاقتصاد من الانهيار ومنع تدهور أوضاعه الحالية. هذه المسائل لا تحتاج معجزات، بل إدارة طوارئ حكيمة وسريعة.
ثانياً: العقول المتزنة لا تنشد الكمال
من الطبيعي في أي مرحلة انتقالية أن يحدث شيء من النقص أو الأخطاء، فالتجارب الإنسانية ليست مثالية. الاعتراف بذلك يعزز الواقعية ويقلل من الصدمات عند مواجهة العقبات. إن الركون إلى تصور (المُخلص الفردي) الذي سيحمل الحلول الجذرية بيده هو فكرة مُستنزفة لا تثمر. الأمل يجب أن يكون في منظومة متكاملة تُبنى على خطوات مدروسة.
ثالثاً: متطلبات النجاح بعد النصر
الانتصار في أي مرحلة يجب أن يُبنى عليه، لا أن يكون نهاية الطريق. وهنا يأتي الفارق بين النصر في لحظة معينة وواجبات التمكين بعدها. هذه المرحلة تتطلب:
- الابتعاد عن الغرور: التواضع في النصر هو علامة النجاح الحقيقي.
- تجنب التنازع والاختلاف: التاريخ مليء بأمثلة أفسد فيها التنازع كل إنجاز. لا بد من ضبط التنافس حول المناصب والمكاسب لصالح المصلحة العامة.
- الحذر من الأعداء: الركون إلى الراحة بعد تحقيق النصر يُضعف الحذر المطلوب أمام مكر الخصوم وتخطيطهم.
رابعاً: الطموح الواقعي لا يقبل التسويف
خامسًا: إدارة العقل الجمعي
الختام: بين الحلم والعمل
د. حسان جنيدي