تعتبر الأحداث في سوريا منذ اندلاع الثورة في 2011 واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية والسياسية تعقيدًا في العصر الحديث.
في خضم هذا الصراع، وجدت إسرائيل فرصة ولا يستبعد أن يكون مثل هذا النظام الظالم وغيره من ديكتاتوريات المنطقة العربية لتسليط الضوء على جرائمها، وهو ما يكشف عن أهداف استراتيجية متعددة تلعب دورًا في سياسات إسرائيل الإقليمية.
فبداية تعزيز صورة إسرائيل كداعم لحقوق الإنسان حيث أن تسليط الضوء على جرائم نظام الأسد يعزز من صورة إسرائيل كدولة تدافع عن حقوق الإنسان، مقارنة بالنظام السوري الذي ارتكب انتهاكات جسيمة. هذا يساعد في تحسين العلاقات مع الدول الغربية التي تضع حقوق الإنسان في مقدمة أولوياتها.
كذلك تبرير الإجراءات العسكرية حيث استخدمت إسرائيل هذه الانتهاكات لتبرير عملياتها العسكرية في سوريا، والتي تهدف في الأساس إلى منع إيران من تعزيز وجودها العسكري على الحدود الإسرائيلية حيث تصوير النظام السوري كداعم للإرهاب يساهم في تعزيز موقف إسرائيل في مواجهة التهديدات.
إضافة سعيها إلى زيادة الانقسام في الرأي العام العربي من خلال التركيز على جرائم الأسد، تسعى إسرائيل إلى تقسيم الرأي العام العربي. إذ يمكن أن يساهم هذا في خلق انقسامات بين الأنظمة العربية التي تدعم الأسد وتلك التي تعارضه، مما يضعف التضامن العربي ويعزز من موقف إسرائيل في المنطقة.