استثمر في نفسك اليوم، واجعل التعلم عادة يومية. ابدأ الآن واجعل العلم رفيقك في رحلة النجاح. تابعنا على تيليجرام!

إسرائيل وجرائم الأسد، أهداف استراتيجية

تعتبر الأحداث في سوريا منذ اندلاع الثورة في 2011 واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية والسياسية تعقيدًا في العصر الحديث.

 في خضم هذا الصراع، وجدت إسرائيل فرصة ولا يستبعد أن يكون مثل هذا النظام الظالم وغيره من ديكتاتوريات المنطقة العربية  لتسليط الضوء على جرائمها، وهو ما يكشف عن أهداف استراتيجية متعددة تلعب دورًا في سياسات إسرائيل  الإقليمية.

فبداية تعزيز صورة إسرائيل كداعم لحقوق الإنسان حيث أن تسليط الضوء على جرائم نظام الأسد يعزز من صورة إسرائيل كدولة تدافع عن حقوق الإنسان، مقارنة بالنظام السوري الذي ارتكب انتهاكات جسيمة. هذا يساعد في تحسين العلاقات مع الدول الغربية التي تضع حقوق الإنسان في مقدمة أولوياتها.

 كذلك تبرير الإجراءات العسكرية حيث  استخدمت  إسرائيل هذه الانتهاكات لتبرير عملياتها العسكرية في سوريا، والتي تهدف في الأساس إلى منع إيران من تعزيز وجودها العسكري على الحدود الإسرائيلية حيث تصوير النظام السوري كداعم للإرهاب يساهم في تعزيز موقف إسرائيل في مواجهة التهديدات.

 إضافة سعيها  إلى زيادة الانقسام في الرأي العام العربي من خلال التركيز على جرائم الأسد، تسعى إسرائيل إلى تقسيم الرأي العام العربي. إذ يمكن أن يساهم هذا في خلق انقسامات بين الأنظمة العربية التي تدعم الأسد وتلك التي تعارضه، مما يضعف التضامن العربي ويعزز من موقف إسرائيل في المنطقة.

مما لا شك فيه أن ذلك  يحقيق مصالح سياسية حيث تعكس انتقادات إسرائيل لنظام الأسد أيضًا مصالحها السياسية في تعزيز علاقاتها مع القوى المعارضة للنظام، سواء كانت تلك القوى مدعومة من الغرب أو من دول خليجية. هذا يمكن أن يفتح أبوابًا جديدة للتعاون في مجالات متعددة.

وكذلك إن أهم سمات الكيان الإسرائيلي  استغلال الصراعات الإقليمية حيث تستغل إسرائيل الوضع في سوريا لإعادة تشكيل التوازنات الإقليمية، حيث تسعى إلى استغلال التوترات بين إيران وحلفائها من جهة، والدول الغربية من جهة أخرى، مما يخلق بيئة مواتية لها لتوسيع نفوذها.


وهكذا نجحت خطة زرع أنظمة ديكتاتورية في المنطقة تحدث جرائم  تخفف من قسوة جرائم الكيان الإسرائيلي أمام  الرأي العام.  
إن تسليط إسرائيل الضوء على جرائم نظام الأسد هو جزء من استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز موقفها الإقليمي والدولي. من خلال استخدام هذه الانتهاكات كأداة سياسية، تسعى إسرائيل إلى تحقيق أهداف متعددة تتراوح بين تحسين صورتها الدولية إلى تعزيز أمنها القومي.

د.عائشة مياس

إرسال تعليق

أووپس!!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت وبدء التصفح مرة أخرى.
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.