"وَكَانَ أَبُوهُمَا صَـٰلِحࣰا"

سورة الكهف ورد أسبوعي من القرآن  يتلوه كل مسلم  و تمر عليه هذه الآية 

{ وَأَمَّا ٱلۡجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَـٰمَیۡنِ یَتِیمَیۡنِ فِی ٱلۡمَدِینَةِ وَكَانَ تَحۡتَهُۥ كَنزࣱ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَـٰلِحࣰا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن یَبۡلُغَاۤ أَشُدَّهُمَا وَیَسۡتَخۡرِجَا كَنزَهُمَا رَحۡمَةࣰ مِّن رَّبِّكَۚ وَمَا فَعَلۡتُهُۥ عَنۡ أَمۡرِیۚ ذَ ٰ⁠لِكَ تَأۡوِیلُ مَا لَمۡ تَسۡطِع عَّلَیۡهِ صَبۡرࣰا }

[سُورَةُ الكَهۡفِ: ٨٢]

"وكان أبوهما صالحا" ليتم تأكيد أهمية العمل الصالح و أثره الذي يمتد عبر أجيال من الذرية، فمن رحمة الله بعباده وفضله عليهم جعل صلاح الأباء يمتد أثره لأجيال ممن يستحق من الذرية و كذلك صلاح الذرية والبر بالآباء هو باب عمل صالح و يصل أجر ذلك  إليهم. 

إن الصلاح مفهوم أساسي في الفلسفة الإسلامية، وهو يشير إلى حالة الكمال الإنساني والسعادة الحقيقية التي يصل إليها الإنسان من خلال اتباعه للفضائل الأخلاقية وتقواه لله. وقد اهتم الفلاسفة المسلمون بدراسة هذا المفهوم وتطويره، مستندين إلى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة و كذلك الفلسفة اليونانية.

أبعاد مفهوم الصلاح في الفلسفة الإسلامية

 الصلاح الأخلاقي: يرتبط هذا البعد بتطهير النفس من الرذائل واقتراف الفضائل، كالشجاعة والعدل والحكمة والتقوى.

 الصلاح العقلي: يتعلق هذا البعد بتنمية العقل وزيادة المعرفة بالله والكون، والوصول إلى الحقيقة.

 الصلاح الاجتماعي: يشمل هذا البعد العلاقة بين الفرد والمجتمع، والسعي لتحقيق الخير العام والعدالة الاجتماعية.

 الصلاح الروحي: يرتبط هذا البعد بالتقرب إلى الله والوصول إلى مقامات العرفان.

وجهات نظر الفلاسفة المسلمين في الصلاح

 الفارابي: ربط الفارابي بين السعادة والصلاح، واعتبر أن السعادة الحقيقية تكمن في تحقيق الكمال الإنساني من خلال العقل والفضيلة.

 ابن سينا: رأى ابن سينا أن السعادة هي غاية الإنسان، وأن الصلاح هو الوسيلة لتحقيقها. وقسم السعادة إلى سعادة دنيوية وسعادة أخرى أسمى وهي السعادة الأبدية.

 الغزالي: ركز الغزالي على أهمية التصوف في الوصول إلى الصلاح، واعتبر أن الزهد والورع والتقوى هي أركان أساسية للكمال الإنساني.