استثمر في نفسك اليوم، واجعل التعلم عادة يومية. ابدأ الآن واجعل العلم رفيقك في رحلة النجاح. تابعنا على تيليجرام!

ثقافة التوافق وأهميتها


من المرجح أن تفرز الانتخابات في بلد ومجتمع لم تترسخ فيه الأفكار المؤسسة للمجتمع المدني، عصبيات ضيقة متحاربة، مما يؤدي إلى تدخل أطراف أخرى لتفكيك المجتمع...

  • في غياب أو عدم اليقين بوجود الكتلة الحرجة التي تتمتع بالوعي المتعالي على الأفهام الضيقة للوطن، تبدو عملية الإقلاع من خلال الانتخابات مخاطرة بالمنجزات...
  • عدم وجود الانتخابات هو مظنة الاستبداد وعودة الفكر الشمولي، وتكريس هيمنة طرف على بقية الأطراف. فما هو المخرج من وجهة نظر منطقية؟
  • يمكن القول إنه:
  1. في غياب البنية الفكرية الضرورية للمجتمع الجديد...
  2. وغياب البنية المؤسسية الضامنة لسلامة المخرجات...

يلزم مسار مركب تمهيدي... يمكن تصوره كالتالي:

  • - *أ*:  توفر لجنة عليا للوعي بمشروع المواطنة والمجتمع المدني تضع الإطار الفكري وتنشره على أوسع نطاق من خلال جميع الوسائط الممكنة مع جهاز قياس الأثر. وأظن أن هناك العديد من الشباب السوري الواعي والمتطوعين في هذا المجال، بحيث ينتشر الوعي بأهمية المسؤولية الفردية والجماعية للخروج من فخ العصبيات.
  • - *ب*: تجهيز بيان العقد الاجتماعي وحلم سوريا المستقبلي، بحيث لا ينحبس الأفق في الحاضر أو حتى في الماضي، ويكون الحلم هو الذي يرى فيه كل سوري المستقبل المشرق القابل للتحقق.
  • - *ت: ربما بدلاً من القفز إلى انتخابات لم تتوفر شروطها بعد، قد يكون من الأفضل *البدء بمستويات محلية للتدريب مثل البلديات، ثم اختبار التربة والنتائج. فالتدرج خير من القفز في الفراغ.
  • - *ث*: بناء الكتلة الحرجة الواعية، وهنا يأتي دور النخب المثقفة ومنظمات المجتمع المدني في التدريب والتثقيف المستمر.
  • - *ج*: إنشاء لجنة حكماء من مختلف التيارات لإعطاء توجيهات للقرارات وضمان التصويب المستمر.
  • - *ح*: إنشاء مؤسسات تحكيمية قوية لضمان سلامة العمليات الانتخابية وحالات عدم التوافق.
  • - *خ*: بعدها، العبور إلى حوار وطني شامل يضم جميع الأطراف والمكونات السورية، لتكوين المبادئ الأساسية للعملية السياسية بما في ذلك آليات التوفيق بين المختلفين.
  • - *د*: بين مطلب التغيير ومخاوف الاستبداد، يمكن تبني نموذج انتقالي مرحلي تشاركي من خلال إيجاد مجلس تمثيلي يضم مختلف القوى...

الخلاصة:
آليات التوافق ليست بديلاً عن ثقافة التوافق، وثقافة التوافق هي شرط العبور،  والعمل عليها هو صمام الأمان للجميع...



د. جاسم السلطان 

Post a Comment

أووپس!!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت وبدء التصفح مرة أخرى.
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.