استثمر في نفسك اليوم، واجعل التعلم عادة يومية. ابدأ الآن واجعل العلم رفيقك في رحلة النجاح. تابعنا على تيليجرام!

فكرة الانسان الناهض


ما هي فكرة الإنسان الناهض او الإنسان ذو  الشخصيه الناهضة ؟
والسر في ذلك هي فكرة النهضة وحيويتها ، بمعنى بعث روح جديده في جسد الانسان ، هذه الروح اختلطت جزئياتها بفكر وفلسفة النهوض ، فيكون نهوضا من الجلوس إلى الوقوف ، ونهوضا من الكبوة والغفله إلى اليقظه ، ونهوضا من الوقوف والثبات إلى الحركة ، ونهوضا من البطاله إلى العمل ، ومن الجهل إلى العلم ، ومن العمل إلى الإنتاج ، ومن البصر إلى البصيرة ، ومن السبب إلى النتيجه ، والنهوض بالتغير من حال إلى حال يحتاج إلى دافع ، واهم ميزتين  في  فكرة النهوض .

الميزه الاولي في فكرة النهضه 

أنها فكرة ربانية من حيث الروح  ، فتصبح نموذجا تطبيقيا للفكرة المركزية وهي الإسلام وجوهرها التكليف ، وبالتالي ينبعث  بداخله روح التكليف والثواب والاجر والجنه ، فيشعر الانسان بالرضا من خالقه وانه كلما سعى للنهوض كان اكثر رضاءا لله ، وبالتالي خلق تنافسا ايجابياً داخل الانسان في ذاته ، وتنافسا بين مقومات الضعف ومقومات النهوض داخل الانسان ، وبين الانسان المسلم وغيره في أعمار الكون  والنهوض الانساني العام ، وبين المسلمين وبعضهم في اكثرهم رضاءا لله ، وتطبيقا للنهضه في ذاته وتفاعلا بها مع غيره .
والميزه الثانيه في فكرة النهضه 

وانها تمتلك دوافع النهوض  في ذاتها ، وتتحول من فكرة مجرده إلى ميكانيزم متكامل منتظم متفاعل بشكل تلقائي ،
يولد دوافعه ويعمل ويبادر وينتج ، فحينما تتشرب فكرة النهوض وتسري روحها في جسد الإنسان وعروقه ، يخلق بداخله عدد من. الدوافع الذاتيه تكمن في فكرة النهضة والنهوض :-
  • أولا :-  دافعا ذاتيا ينشيء خوفا من تكرار السقوط والركون والانحدار ، ويخلق نوع من دائمية الحركة والعمل والاستمرار في الإنتاج خوفا من التخلف والعوده للوراء 
  • ثانيا :- دافعا ذاتيا تفاعليا مع المشكلات ، بالنظر والتفكر فيما يدور من حوله ، ورصد هذه المشكلات وإيجاد حلول جذريه لها ، خوفا من السقوط في تلك المشكلات وهدم فكرته التي يعيش بها ومن اجلها .
  • ثالثا:- دافعا ذاتيا بالمبادرة والتفاعل الإيجابي مع من حوله تشاركيا وتعاونيا ، ليصنع مناخا عاما حوله بالنهوض ليس الذاتي فقط ، وانما يتحول إلى نهوضا جماعيا ومجتمعيا .
  • رابعا :- دافعا ذاتيا نحو الأمل بالنظر إلى الامم المتقدمة والحضارات السابقه والمعاصرة ، والربط بين ما يمتلكه من مقومات للنهوض وبين الشكل النهائي الذي سيتوصل اليه في حال نجاحه في نهضته ، والتصور الذي سيكون عليه أمته في حال نهوضها ، ويربطه بما يراه من اقع النهضات المعاصره ، وكيف سيصبح حاله وواقعه وواقع أمته إذا ما اصبحت امه ناهضه ،
هذا ما تصنعه فكرة النهوض وروحها إذا امتدّت للانسان بشكل عام. 
لذا فالتمايز هنا طبيعيا وليس تمييزيا بين الإنسان الذي تسري فيه روح النهوض ، والآخر الذي اكتفى بالقالب الإنساني ونصاعته ،دونما ان تسري فيه هذه الروح او يتشرب الفكرة النهضويه .

وعليه كان طرح السؤال التالي أكثر منطقيه وهو هل هناك فرق بين الانسان الذي يعيش حياته من أجل ذاته والانسان الذي يعيش حياته حاملا رسالة النهضة لأمّته ؟ 
وهذا ما حدده الدكتور / جاسم سلطان في كتابه قوانين النهضه .
فالاثنين قد يعيشان في مجتمع واحد ولكن أحدهم يشعر بالمسئولية تجاه مجتمعه ويعتبر نفسه مسئولا عن نهضة أمته، كما يعتبر نفسه مسئولا عن تخلفها في حال تخلفها .
ما دام الاثنان يعيشان في نفس المجتمع فما الذي يميز أحدهما عن الأخر . 
هناك جوانب كثيرة يرتبط بعضها ببعض ،
ولكن ما سنلقي الضوء عليه هنا ، ليست السمات الشخصية ولا المواهب المميزة ولا الخصائص المهنية  ، 
ولكننا سنلقي الضوء على الجوانب العملية من الشخصية النهضوية ، والتكامل الثلاثي بين الجوانب الثلاثة المعرفية والسلوكية والحركية العملية .

لقد ذكر الدكتور جاسم خمس محددات او تفاعلات او جوانب او صفات للانسان الناهض .
ألا وهي ( ان يكون رباني وعاملا ومفكرا ومبادرا ومنتجا ).
 ومعنى ان يكون الإنسان ربانيا ( وهو الجانب المؤسس في الشخصية الناهضة ) 
هو ان  يتخلق بالصفات العليا والمثلى التي أرادها الرب للانسان ، وأنزلها في كتابه القرءان الكريم ، وطبقها رسوله على ذاته ، فأصبح قدوة للبشرية والانسانية حيا وميتا .
فهذا النحت الرباني أو القالب الإنساني الأنموذج للشخصية هو ما يجعل الإنسان ربانيا.
 ويجعلنا متسابقين الى الوصول الى أعلى مستوى من الربانيه مقتدين في ذلك بالنموذج المتحقق في الشخصية المحمدية صلى الله عليه وسلم.
  وبالتالي يتأثر مستوى سعيه للنهوض بأمته ، والإهتمام بحلول مشاكلها ، وانتشالها من التخلف والشرذمه ، والتفاني في الإعمار والبناء ونشر الرحمه في العالم أكمل .

ثم ننطلق بالرحلة فالإنسان الناهض لنجد ان يكون عاملا ،  فهو العمل متلازمان دونما الفصل بين ما هو دنيوي وما هو ديني.  

ولكن السؤال ما هي خصائص العمل ؟

  • أولا :- أن يكون العمل كله لله متمثلا ضمير الأية التي تقول (  ومحياي ومماتي لله رب العالمين ) . فما دمت حيا فأنت قد وهبت تلك الحياة ،وكذا الممات لله رب العالمين ، وتمثلت حقيقة الأية ( إنا لله وانا اليه راجعون )
  • ثانيا :- أن يكون العمل دائم لا يتوقف،  وترتبط ديمومته بالبقاء بل ويمتد إلى ما بعد الموت ، مستكملا حياتنا الفانيه بمفهوم ما بعد الموت فينقطع عمل الإنسان في الدنيا بموته ، الا من ثلاث ( علم نافع وولد صالح والصدقه الجاريه ) .
  • ثالثا :- والدافع للعمل والتفاني فيه التعبد به ، وذلك لأنه يمثل إطارا عاما للعبودية الحقة.
 كما ذكر رسول الله ( هاتان يدان يحبهما الله ورسوله )  ، فهل بعد هذا الفضل على المتعبدين بالعمل من فضل ان يحبهم الله ورسوله لان انسان النهضه يعمل بكيانه كاملا بالعقل والقلب والجوارح في سبيل الله .
ويصنع النموذج الواقعي محياي ومماتي لرب العالمين .
ولعل هذا ما يفسر لنا سلوك الانسان الناهض انه في حالة دائمه من ان النضال الحقيقي ، لتقويم ذاته وضبط سلوكه ونفسه وأنفاسه طبقا لمراد الله .
ليس ذلك فقط و إنما يعيش التحدي الأعظم له في الحياة ، في نحت شخصيته كما أرادها الله سبحانه وتعالى ، والتي هي محور التفاعل الكوني والحياتي للإنسان ، والتي بها يصبح سيدا لهذا الكون وخليفة الله على الأرض. 


صلاح عامر

Post a Comment

أووپس!!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت وبدء التصفح مرة أخرى.
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.