تكلمنا في المحاضرة السابقة عن العصور الوسطى، وكيف لعبت علوم المسلمين دورا أساسيا في تشكيل الأسس التي قامت عليها النهضة الأوروبية لاحقا في القرن الرابع عشر وما بعده.
في درس اليوم سنعرف كيف وصلت علوم المسلمين لأوروبا وكيف افتتحوا بها عصر النهضة.
*خط تاريخي انتقالي*
في نهايات القرن الحادي عشر عام 1096 بدأت أوروبا حملاتها الصليبية على المسلمين.
دخلوا البلاد الاسلامية ولم يخرجوا منها حتى نهايات القرن الثالث عشر عام 1291 .
اصطدموا اثناء حملاتهم بالجسم المعرفي الاسلامي ونقلوا كتبهم إلى الجامعات الاوروبية التي بدأت تنشأ في اوروبا منذ القرن الثاني عشر.
*لحظات تاريخية مهمة*
*لحظة تاريخية اولى* :
- في القرن الرابع عشر بدأت حملات الكشوف الجغرافية. اكتشف الاوربيون رأس الرجاء الصالح .
- ادى انتعاش الموانيء الاوربية الى حركة نزوج من القرى تجاه الموانيء. تآكل النظام الاقطاعي .
- نشأت الطبقة الوسطى حول الموانيء. ستصبح هي نواة الطبقة الرأسمالية في اوروبا.
- نشأت الجامعات وزدات الثروات الاوروبية بشكل كبير.
*لحظة تاريخية ثانية* :
- في القرن الخامس عشر 1440م. اخترع "جوتنبرغ" طريقة الطباعة بالحروف المعدنية المتحركة.
- بعد أن كانت تنسخ الكتب يدويا أو تُطبع باستخدام ألواح خشبية محفورة، وهو ما كان عملية بطيئة ومكلفة.
- ساهمت حركة الطباعة وانتشار الكتب على توسيع مدارك الناس واطلاعهم على التراث اليوناني المحجوب.
*لحظة تاريخية ثالثة* :
- أوائل القرن السادس عشر . 1517م . بدأت فكرة الاصلاح الديني تشق طريقها. بقيادة القس الالماني مارتن لوثر . والتحرر من اسر الكنيسة.
- ظهور حركة "أنسنة" ضخمة جدا عنوانها: الاحتفاء بالانسان المتعدد المواهب.الذي يدرس أكثر من فن وأدب ويتحدث بالمحافل. كيان حر بعقله. فخور بذاته.
- انتشرت حروب شرسة للتحرر من الكنيسة. يقال أن ثلث المانيا تمت ابادتها.
*لحظة تاريخية رابعة* :
- منتصف القرن السادس عشر. 1648م. تم توقيع صلح "وستفاليا" في ألمانيا.
- شكل أساسا مبكرا لمفهوم حرية المعتقد والتسامح الديني، مما ساهم في إنهاء الصراعات الدينية الطويلة في أوروبا.
*لحظة تاريخية خامسة*
- بداية القرن السابع عشر. تعرض الموروث اليوناني العلمي والسلطة المسيحة لضربة قاتلة.
- كانت الكنيسة الكاثوليكية في أوروبا تعتمد على أفكار أرسطو ونظام بطليموس الذي وضع الأرض في مركز الكون.
- الاكتشافات التي قام بها كوبرنيكوس وكيبلر وجاليليو تحدت السلطة العلمية للكنيسة واثبتت أن النموذج الجيومركزي (الذي يقول بأن الأرض هي مركز الكون) الذي دعمته الكنيسة كان خاطئا.
- بينما كانت أوروبا تعتمد بشكل كبير على المنهج الاستنباطي الأرسطي، بدأت تدريجيا في اعتماد المنهج الاستقرائي والتجريبي.
- أثرت هذه التحولات بشكل كبير على النهضة الفكرية التي قادت إلى عصر التنوير.
* الخاتمة*
التحدي الجديد الان :
- كيف سيملأ الأوروبيون العالم الجديد بعد انهيار الباراديم القديم ؟.
- بأي سلطة معرفية سيأسسوا بنيانه؟.
- وما شكل الحضارة التي ستنتج عنه؟
هذا ما سنعرفه في الدرس القادم مع عصر التنوير.
اعداد: م. رباب قاسمو
المصدر: برنامج البناء الثقافي لقادة النهضة، الدكتور جاسم سلطان