استثمر في نفسك اليوم، واجعل التعلم عادة يومية. ابدأ الآن واجعل العلم رفيقك في رحلة النجاح. تابعنا على تيليجرام!

كيف نصنع الطواغيت


الأمانة التي أبت السماوات والأرض والجبال حِملها حَملها الإنسان  ذلك المخلوق المكرم، وعلى قدر تحمله  وأداؤه لهذه الأمانة يكون كمال إنسانيته ..
 وكل إنسان عليه مسؤولية تحمل أمانته  خلال  رحلة عبوره على الأرض وهي تختلف من إنسان  لآخر ..
تكبر وتثقل هذه الأمانة كلما كبرت مسؤولية الإنسان  واتسعت صلاحياته في الأرض وامتلك من مواردها الكثير وكان من الممكنين فيها  فما عساه فاعل بأمانته.
إن ضعف أداؤه  للأمانة يفقده البوصلة ويظل الطريق  فيتجبر ويطغى ويظلم ويبطش   ويشعر أن كل شيئاً ملكه وله حق التصرف فيه  كيفما شاء.
بذلك يتحول إلى طاغية   لكن هناك ثمة عوامل وجنود  مجهولين هم من نصبوه طاغية على رؤوس الناس  حين كانوا على مفرق طرق وخيروا بين طريقين إما التدافع الإيجابي  أو التدافع السلبي ، الأول حيث تحكيم العقل والثاني نداءات الجسد ، فسلكوا طريق التدافع السلبي فطٌبلوا وزمٌروا  وعاونوا  مقابل عرض من الدنيا قليل وهوت بهم  أرواحهم في وادٍ سحيق من الظلم و الذل والهوان   وفقدان للكرامة للإنسانية ، وسلب الحقوق، وانتزاع للحريات،  وهذه هي طريقة صناعة الطواغيت..
تماماً مثلما صُنع بشار ، فما رأيناه  في الشاشات عن ماحدث في السجون والمعتقلات  فقط  من الظلم والأهوال الإنسانية ماكانت لتخطر على البال ولاحتى في روايات الخيال كان حقيقة وواقع رآه الملايين من البشر في كل الكرة الأرضية .
 لكن  أيها الطاغية كيف سولت لك نفسك بالعبث بهذه الأمانة؟؟ ومن الذي ساندك وأعانك على هذا الظلم؟  ومن هم جنودك في هذه المهمة ؟وأي رانٍ تكدس على قلوبكم ؟
وكيف وصلت بكم حماقاتكم إلى تعذيب الناس   التي  بانت  الأهوال على ملامحهم ، وطارت أحلامهم مع تعذيبكم ، وسرقتم أعمارهم  وعزلتموهم في أوطانهم وصممتم لهم المسالخ ..
لايمكن  لأي وصف أن يحاكي ما رأيناه وسمعناه  كيف لو قاربناه أو  كنا من ضحاياه .
هذه هو المسار الطبيعي للتدافع السلبي فهل لنا من عبرة ..
إن نتيجة التدافع الإيجابي  أمة مجتمعة  تخلق  زعامات ونخب   على قدر عالِ من تحمل مسؤوليتها وأداء أمانتها  فيها تقيم العدل والقسط وتحرر العقول وتسعي لوطن يتسع للجميع وطن الإنتماء والعزة والكرامة  .
 أخيراً
لازلنا على مفرق طريقين طريق التدافع السلبي والتدافع الايجابي  ونمتلك حرية الإختيار والنتيجة سننية معروفة واضحة المعالم لكلا الطريقين.
لنسلك طريق التدافع الإيجابي للأمة ويقوم كل منا بدوره في التدافع من حيث موقعه   ومنطلق مسؤوليته تجاه نفسه ومجتمعه ووطنه  وأمته  ونبدأ عصر النهضات لا النكسات  فقد قدمت أمتنا ضريبة باهظة الثمن من دماء وأرواح وأعمار  وعقول  لهذه النهضة..


🖋  أوسان محمد

إرسال تعليق

أووپس!!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت وبدء التصفح مرة أخرى.
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.