﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ ۚ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ﴾
[ سورة المؤمنون: 96]،
ونحن نتابع خطوات قادة العهد الجديد السوري، البعض يطالبهم بالدفع بالتي هي أحسن تذكيرا بالآية 96 من سورة المومنون، ففي زحمة المفاهيم المبتذلة الضاغطة، تلاشت معالم مفهوم عظيم، وغاب جوهر كان يرسم منهج الحياة الراقية، الإحسان - ذلك المصطلح القرآني العميق - اختزل في عرفنا إلى مجرد عمل خيري محدود، وتقلص فهم الآية الكريمة ﴿ادفع بالتي هي أحسن﴾ ليصبح دعوة مطلقة للتسامح السلبي.
فالإحسان ليس صدقة تمنح، ولا تنازلاً مستسلمًا، بل هو منهج روحي متكامل يرتقي بالذات والفعل، ويتجاوز حدود الظاهر إلى عمق المعنى.
جوهر الإحسان: فلسفة الارتقاء، الإحسان حكمة متجددة تنطلق من عمق الذات الداخلي، لتسوس الخارج بلطف وقوة. إنها فلسفة حياة تتجلى في أفعال الإنسان، تارة بلين يداوي، وتارة بحزم يصلح، دون انفصال أو تناقض.
غايتها القصوى : نيل رضوان الله، ومنهجها التوازن والحكمة.
الأبعاد الروحية : المراقبة الإلهية
في الحديث النبوي الشريف: "أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك" يتجلى عمق المراقبة الروحية. فمعية الله ليست عقابًا، بل تشريفًا للعمل وتزكية للنفس.
كتابة: حسان الحميني