استثمر في نفسك اليوم، واجعل التعلم عادة يومية. ابدأ الآن واجعل العلم رفيقك في رحلة النجاح. تابعنا على تيليجرام!

البعد الخامس العروة الوثقى للذكريات


كم تستهويني نظرة الفيزياء والرياضيات للكون و الحياة فيه؛ فمهما كبر أو  صغر أي مكون فيه فهو مجرد نقطة في حيز هذا الكون تحدد وجوده المادي أبعاد ثلاثة و يأتي الزمن ليكمل الإحاطة الشاملة بتلك النقطة في فلاة الكون الواسع تتلاطم تلك النقطة دالة وجودها الكامنة فيها من أحداث مع انفتاح المجال لها في اختيار اتجاه مسار تطبيق الدالة صعودا أو هبوطا. وبالنظر لحالة الإنسان تتلاطمه أحداثُ رافعة له حينا وخافضة أحيانا أخرى، استغرب من مفارقة عجيبة بين تأثير تلك الأحداث عليه فقد يمر به من الأقدار ما يوصله لقاع دالة أقداره فيتجاوز ذلك سريعا وقد يمر بحدث لا قيمة له يحدث اضطراباً قد يتلاشى مع الزمن وقد يحدث فيه من التشظي ما قد يفقده بوصلة  مساره في الحياة؛ فلا أجد تفسيراً لذلك إلا بافتراض أحاول أثبات صحته  وهو أن هناك بعداً خامساً يتحكم الإنسان بوجوده و بقيمه، حيث يكمل تحديد  المشهد؛ موضع المكون و الحدث المكاني والزماني ذلك البعد الخامس هو بعد المشاعر فأيما حدث حرص الإنسان أن يستحضر البعد الخامس فيه أصبح ذلك الحدث سواءً كان سعيداً أو موجعاً ذكرى منقوشة في خلايا الذاكرة بقدر قيم  استحضار البعد الخامس شدةً أو ضعفاً.
إن مفهوم البعد الخامس هو بعد المشاعر، والذي يمكن تفعيله بأن تعيش اللحظة بتركيز عال بحيث تتحول كل خلية مركز تخزين عالي الدقة؛  أو تجاهله باللامبالاة  ففي الحالة الأولى في أي حدث أو موقف  يعيش المرء كل الوحدات الزمنية بكل تركيز وجداني وخبرات ذاتية  كامنة، يخلد تلك الأحداث في الذاكرة، وفي الحالة الثانية تمر المواقف و الأحداث مروراً عابراً ولعل فهم تأثير ذلك البعد  يفتح آفاقًا جديدة لفهم الكون وحياة مكوناته والعلاقة بينها . فكما اقترحت نظرية الأوتار، قد يكون هناك أبعادُ إضافية للكون لا يمكننا رؤيتها أو قياسها مباشرة و يتعلق مفهوم هذه الأوتار بالكينونة  فهذه رؤية مغايرة تربط البعد الخامس بالصورة الكلية للكينونة وما تمر به من أحداث و تقدم تفسيرا لتمايز تأثير حدث معين على النفس الواحدة.  تكمن أهمية  البعد الخامس الذي نتحدث عنه في أن به  تتجسد تجاربنا الفردية وتشكل هويتنا. فالأحداث التي نعيشها ليست مجرد نقاط في فضاء زمني، بل هي تجارب غنية بالمعنى والشعور، وتترك أثرًا عميقًا في نفوسنا. وعندما نتذكر هذه الأحداث، فإننا لا نعيد تشغيل شريط فيديو لتلك اللحظة، بل نعيد تجربة المشاعر والأفكار التي كانت مرتبطة بها، وهذا هو جوهر البعد الخامس، كما نراه، هو ذلك البعد الذي يضيف العمق والغنى لتجاربنا الحياتية.
 إن العلم الحديث من خلال نظرية الأوتار وغيرها يشير إلى وجود أبعاد إضافية للكون تتجاوز ما نراه ونلمسه. وفي عالم النفس، نجد أن الذاكرة لا تخزن مجرد معلومات، بل تخزن أيضاً المشاعر والأحاسيس المرتبطة بتلك المعلومات. هذه المشاعر والأحاسيس هي جوهر البعد الخامس، فهي التي تجعل ذكرياتنا حية ومؤثرة، وعندما نستحضر ذكرى ما، فإننا لا نعيد تشغيل شريط فيديو، بل نعيد تجربة المشاعر والأفكار التي كانت مرتبطة بتلك اللحظة وهذا هو ما يجعل كل منا فريداً وله تجربته الخاصة في الحياة.

النهضة و البعد الخامس نقاط التقاء

  • البعد الخامس كرمز للابتكار والإبداع:
 يمكن اعتبار البعد الخامس كرمز للفضاء الإبداعي الذي يتجاوز الحدود التقليدية للتفكير. فكما أن البعد الخامس يمثل بعداً جديداً غير مستكشف، فإن النهضة تمثل فترة من التاريخ شهدت ابتكارات وإبداعات غير مسبوقة في شتى المجالات.
  •  البعد الخامس كرمز للتغيير والتطور:
 يمكن تشبيه النهضة بانتقال من بعد إلى آخر، من العصور الوسطى إلى العصر الحديث. فكما أن الانتقال بين الأبعاد يتطلب طاقة وتغييرات جذرية، فإن النهضة كانت فترة من التحولات الكبيرة في الأفكار والقيم والمؤسسات.
  •  البعد الخامس كرمز للوعي الإنساني: 
يمكن ربط البعد الخامس بالوعي الإنساني المتزايد الذي شهدته فترة النهضة. فمع اهتمام الفلاسفة والمفكرين بالفرد والإنسانية، يمكن القول إنهم كانوا يستكشفون أبعاداً جديدة من الوعي والمعرفة.

  •  البعد الخامس كرمز للحرية الفكرية:
 يمكن اعتبار البعد الخامس كرمز للحرية الفكرية التي سعت النهضة إلى تحقيقها. فكما أن البعد الخامس يمثل فضاءً مفتوحاً وغير محدود، فإن النهضة كانت حركة تسعى إلى تحرير الفكر من القيود التقليدية.

البعد الخامس والوعي: 

 الوعي كبعد إضافي: يمكن اعتبار الوعي بمثابة بعد إضافي يتجاوز الأبعاد المكانية والزمانية. فالإنسان لا يقتصر على وجوده المادي فحسب، بل لديه بعد داخلي من الوعي والأفكار والمشاعر التي تشكل هويته.
 الوعي كبوابة للبعد الخامس: يرى البعض أن الوعي هو البوابة التي تفتح أمامنا أبواب البعد الخامس. فمن خلال التأمل والتركيز والوعي الذاتي، يمكننا الوصول إلى مستويات أعلى من الوعي، والتي قد تكون مرتبطة بالبعد الخامس.
 البعد الخامس كمنبع للإلهام والإبداع: يعتقد البعض أن البعد الخامس هو منبع للإلهام والإبداع، حيث يمكن للأفكار  الجديدة أن تتدفق بحرية أكبر. فالفنانون والعلماء والمبدعون غالبًا ما يتحدثون عن لحظات من الإلهام تأتي إليهم من مصدر غير معروف، وقد يكون هذا المصدر هو البعد الخامس.

 البعد الخامس و علاقته بالصحة الجسدية:

 يرتبط البعد الخامس أيضًا بمفهوم الشفاء، حيث يعتقد البعض أن الأمراض الجسدية والنفسية لها أبعاد روحانية ونفسية  يمكن معالجتها من خلال العمل على مستوى الوعي

يتعدى مفهوم البعد الخامس حدود الفيزياء والرياضيات ليصل إلى أعماق الفلسفة؛ فمنذ القدم تساءل الفلاسفة عن طبيعة الوجود والوعي، وعن العلاقة بين المادة والروح. يمكن اعتبار البعد الخامس كجسر يربط بين هذه المستويات، حيث يمثل الوعي البشري والنفس الإنسانية ذلك البعد الذي يضيف عمقاً ومدلولاً للحياة. فكما أن الأبعاد المكانية تحدد موقع الجسم في الفضاء، فإن البعد الخامس يحدد موقع الإنسان في الوجود، ويمنحه هويته الفريدة. ويمكن القول إن البعد الخامس هو بمثابة البصمة الروحية للإنسان، التي تميزه عن غيره وتجعله كائناً واعياً ومدركاً لذاته وللعالم من حوله.
أن البعد الخامس يمثل بعداً جديداً غير مستكشف، فإن النهضة مثلت قفزة نوعية في تاريخ البشرية. لقد كانت فترة شهدت ولادة أفكار جديدة، وتطورات علمية وفنية، وتحولات اجتماعية عميقة. فالفلاسفة والمفكرون في تلك الفترة كانوا بمثابة المستكشفين الذين يخوضون مغامرة في الفضاء الفكري، يسعون لاكتشاف أبعاد جديدة من المعرفة والحقيقة. ويمكن القول إن البعد الخامس، في هذا السياق، يرمز إلى ذلك الفضاء الإبداعي الذي يتجاوز الحدود التقليدية للتفكير، ويفتح آفاقاً جديدة للإنسانية.




د.عائشة مياس

Post a Comment

أووپس!!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت وبدء التصفح مرة أخرى.
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.