استثمر في نفسك اليوم، واجعل التعلم عادة يومية. ابدأ الآن واجعل العلم رفيقك في رحلة النجاح. تابعنا على تيليجرام!

مقارنة أسس الصعود في سلم المكانة الاجتماعية بين المجتمعات المتقدمة والمتخلفة

هل فكرت يوماً لماذا يصل بعض الأشخاص إلى مكانة عالية جداً داخل المجتمع، أما البعض الآخر فيعيش حياة في ادنى درجات السلم؟ هل تسألت ما هي العوامل التي تساعد على صعود درجات المكانة الاجتماعية داخل المجتمعات؟ في هذا المقال، سوف نتحدث عن مفهوم في علم الاجتماع وهو المكانة الاجتماعية، ونذكر ايضاً العوامل والأسس التي تعتمد عليها المجتمعات في اختيار من يصل إلى درجات اعلى في المجتمع، ومن يبقى في مكانة دنيا.

المكانة الاجتماعية:

في علم الاجتماع، المكانة الاجتماعية (social status) تعني المكان أو الرتبة التي يشغلها الشخص في هرم المسؤوليات والامتيازات داخل المجتمع. تحدد المكانة الاجتماعية قدرة الشخص على التحكم في الموارد داخل المجتمع، التأثير في الناس، والحصول على صلاحيات اجتماعية. كذلك لهذا المفهوم دور في كيفية رؤية الناس للشخص والقيمة والتقدير الذي يوجّه اليه من قبل المحيطين به. يمكن الحصول على المكانة الاجتماعية بطريقتين، إما عن طريق مفهوم الميراث الاجتماعي، أو عن طريق بذل الجهد واثبات النفس.

عوامل الحصول على المكانة الاجتماعية العالية في المجتمعات المتقدمة:

  1. الشهادة الأكاديمية: التعليم الذي يتلقاه الشخص في الجامعة، ومدى نجاحه فيه، وحصوله على شهادات عليا، له تأثير كبير في الحصول على مكانة اجتماعية مرموقة داخل المجتمعات المتقدمة، ويمكن القول بان هذا العامل هو الأهم في تحديد ذلك.
  2. النجاح المالي: عامل آخر يؤثر على مكانة الاجتماعية للفرد في هذه المجتمعات هو النجاح الاقتصادي أو المالي، حيث ان الأفراد الذين ينجحون في الجانب التجاري أو في إنشاء مشاريع اقتصادية ناجحة أو في جمع ثروة كبيرة لهم بكل تأكيد مكانة اجتماعية اعلى داخل هذه المجتمعات.
  3. النجاح المهني والمهن المرموقة: نجاحك داخل أي مهنة واحترافك فيها قد يجعلك ذو مكانة اعلى في هذه المجتمعات، كما ان بعض المهن لها مكانة مرموقة اساساً مثل الهندسة، الطب، والقانون.
  4. العلاقات الاجتماعية: وجود الفرد داخل طبقات اجتماعية عليا لو كونه له علاقات مع أشخاص من هذه الطبقات قد يوفر فرص لم تكن ستتوفر بدون هذه العلاقات، وبكل تأكيد هذا سيرفع من مكانته الاجتماعية.
  5. الثروة الثقافية: المعرفة بالثقافة السائدة في المجتمع والمعلومات الثقافية المنتشرة قد يوفر لك فرص ايضاً في الحصول على مكانة اجتماعية اعلى.

نظرة على عوامل المكانة الاجتماعية في المجتمعات المتقدمة:

هذه العوامل داخل المجتماعات المتقدمة هي تطبيق حي لقيمة الاستحقاقية، كما أنها توفر مساحة كبيرة للتحرك الاجتماعي. حيث ان الفرد يمكن ان ينتقل من طبقات دنيا إلى مكانات اجتماعية اعلى فقط من خلال النجاح في التعليم أو في المشاريع الخاصة. كما أنها تحفز الإبداع، لان التأكيد على النجاح الفردي والمهني يجعل الأفراد يتنافسون في الإبداع لإثبات انفسهم للمجتمع. ولكن لهذه الطريقة في الوصول للمكانة الاجتماعية عيوب ايضاً، وهو ان الأفراد داخل المجتمع يكونون تحت ضغط نفسي دائم بسبب المنافسة والحاجة لإثبات الذات.

عوامل الحصول على المكانة الاجتماعية العالية في المجتمعات المتخلفة:

  1. الخلفية العائلية: المكانة الاجتماعية تتحدد في هذه المجتمعات بخلفية العائلة التي يولد فيها الفرد. إذا كانت العائلة ذات ثروة كبيرة، أو تأثير سياسي أو اجتماعي كبير، أو أهمية ثقافية، فإن الفرد سوف يرث هذه الأهمية من والديه.
  2. الثروة المالية وملك الأرض: هذه ايضاً أسباب مهمة للحصول على المكانة الاجتماعية في هذه المجتمعات. بالتحديد في المجتمعات الزراعية، يكون لملك الأرض أهمية كبيرة في تحديد مكانة الفرد.
  3. الشهادة الأكاديمية: كما في المجتمعات المتقدمة ولكن بأهمية أقل.
  4. العلاقات السياسية: لهذا العامل أهمية ايضاً في الحصول على المكانة الاجتماعية داخل هذا النوع من المجتمعات، حيث إنك إذا كنت على صلة بشخصيات سياسية مهمة، أو عوائل سياسة كبيرة، قد تحصل على فرص وموارد، كما ان الفرد ايضاً يمكن ان يحصل على حماية من المخاطر من خلال هذه العلاقات.
  5. المهنة: كما في المجتمعات المتقدمة.

نظرة على عوامل المكانة الاجتماعية في المجتمعات المختلفة:

قد يكون لهذه العوامل جوانب مشرقة، مثل أنها تعطي الاستقرار للبلد، لان الاعتماد فيها على العلاقات السياسية وروابط الدم، لذلك يكون فيها المجتمع اكثر تماسكاً واستقراراً. ولكن لها عيوب كبيرة ايضاً، وهي قلة الحركة الاجتماعية، أو بمعنى صعوبة انتقال أبناء الطبقات الدنيا إلى الطبقات العليا في المجتمع، حيث ان المكانة الاجتماعية تعتمد بشكل أساس على الإرث الاجتماعي، ولذلك يبقى الفقراء فقراءاً ويبقون ذوو مكانة اجتماعية ضعيفة وكذلك الحال بالنسبة للأثرياء والطبقة العليا. ونقطة سلبية أخرى لهذا النوع من المجتمعات انه يزيد من الفساد السياسي، حيث ان الاعتماد على العلاقات العائلية في السياسة يؤدي إلى فساد كبير في مؤسسات الدولة، ومنها إعطاء المناصب والفرص لغير المستحقين، وغض النظر عن اخطاء الأقرباء، وغيرها الكثير.

في النهاية، لكل شيء سلبيات وإيجابيات، والعالم ليس ابيض واسودّ كما قسمناه في هذه المقالة إلى مجتمعات متأخرة وأخرى متقدمة. الكثير من المجتمعات هي في مكان وسط بين هذين الخيارين، ولكن الخيار الأمثل هو بكل تأكيد الاقتراب من نموذج المجتمعات المتقدمة. لان نموذج المجتمعات المتقدمة اثبت نفسه على ارض الواقع انه على الأقل سيؤدي بكل تأكيد إلى تقدم صناعي، علمي، واقتصادي. 


الكاتب: احمد مصطفى

إرسال تعليق

أووپس!!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت وبدء التصفح مرة أخرى.
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.