استثمر في نفسك اليوم، واجعل التعلم عادة يومية. ابدأ الآن واجعل العلم رفيقك في رحلة النجاح. تابعنا على تيليجرام!

شماعة الأقليات


عبر تاريخ الاستعمار الغربي، استخدمت ورقة الأقليات كأداة للابتزاز وشرعنة التدخل في شؤون الدول. وإن لم تجد أقليات مضطهدة، اصطنعتها ثم تحدثت باسمها.

  • فعندما تُذبح الأكثرية وتهدم مدنها وقراها، فهذا شأن داخلي وصراع محلي، وعندما يريد أي مجتمع بناء نموذجه، تُطرح على الطاولة قضية الأقليات.
  • أُبِيدت سوريا بكل طوائفها ولم نسمع لهم ركزًا، ويُباد أهل فلسطين على شاشات التلفزيون فلا تُسمع لهم أصوات، ويُباد الروهينجا فلا ترى سفارات ولا سفراء يتحركون، ويُقتل الناس في الهند ويهانون ولا تسمع لهم حتى دبيب نملة، فكلها شؤون داخلية.
  • وفي فلسطين يقع الظلم على الكنيسة والمسجد، فلا تنتفض سفارة ولا يُنعقد مؤتمر من ذات الدول التي تتحدث عن الأقليات. إذاً، هناك معيار واحد وهو معيار المصالح لهذه القوى الاستعمارية، وهذه لغتها، والباقي هو تغليف لتلك المصالح.
  • اليوم، ترفع سفارات متعددة ذات اللافتات في وجه الشعب السوري، وفي وقت حساس تلتقط فيه الثورة السورية أنفاسها وتلملم أوراقها، وتريد هذه السفارات أن تضع سوريا تحت الوصاية.
  • والوقت ليس وقت شكوى ولا لحل تلك النزعة التسلطية للوسطاء الغربيين، التي يعرفها الجميع بما فيهم من يتحدثون بلغة الأقليات ومطالب الاعتدال، بل هو وقت إيجاد الحلول للتعامل مع هذه الضغوط.
  • وأول الخيط هو تعديل المفردات، ففي سوريا الجديدة يوجد شعب واحد سكن على هذه الأرض آلاف السنين، وتحكمه في مشروعه الجديد ثلاثية (البر، القسط، والتعاقد): التعايش الراقي، القانون الواحد، والتوافق الوطني. ومفردة الأقلية والأكثرية من الماضي.
  • وسوريا الجديدة ترحب بكل عون لتحقيق هدفها في مشروع وطني يحمي كل سوري ولا يعطي أفضلية لأحد بحجة الأقلية أو بحجة الأكثرية.
  • ولا بد أن يتحرك هذا الخطاب على يد جهة مركزية "سورية" هي من تأخذ زمام المبادرة للحديث مع الأمم المتحدة والجهات المهتمة بسوريا الموحدة بالقانون العادل للجميع.
  • وهذا يعني خطة تحرك في الداخل والخارج لقطع الطريق على دعوى التدخل المغلفة بمصطلح الأقليات.
  • ولا بد من توظيف العلاقات الدولية وثقافة المغتربين والتواصل مع المثقفين المعتدلين في العالم الحر وأهل الإنصاف لعمل درع يحمي سوريا من هذه الأطماع.
  • لا تخضعوا لهيمنة المصطلح واطرحوا بديلاً له يتناسب مع رؤيتكم وثورتكم المباركة. واعلموا أن كل عقبة تنجحون في التعامل معها هي نصر جديد لا يقل عن سقوط الطاغية.


الخلاصة: 
التعامل مع التدخل الغربي باسم "الأقليات" يتطلب التوازن بين معالجة الأسباب الداخلية التي قد تُستغل، والتصدي خارجيًا بأساليب دبلوماسية وإعلامية محكمة. ويجب التركيز على الوحدة الوطنية، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وإزالة أي مظالم حقيقية باعتبارها تمثيلًا للقسط.


د.جاسم السلطان

إرسال تعليق

أووپس!!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت وبدء التصفح مرة أخرى.
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.