استثمر في نفسك اليوم، واجعل التعلم عادة يومية. ابدأ الآن واجعل العلم رفيقك في رحلة النجاح. تابعنا على تيليجرام!

أحداث سوريا في ظلال التحرك بالقرآن والسنة

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن ناصره و اهتدي بهداه أما بعد سلام عليكم يا أهل الشام ، سلام عليكم يا أهل الرباط ، سلام عليكم يا أيها الشجعان ، يا من قال عنهم النبي المجاهد صلّى الله عليه وسلّم :( إذا فسدَ أَهْلُ الشَّامِ فلا خيرَ فيكم : لا تَزالُ طائفةٌ من أمَّتي منصورينَ لا يضرُّهم من خذلَهُم حتَّى تقومَ السَّاعةُ )،

‏يامن قال عنهم النبي الأمين : (أهل الشام في رباط إلى يوم القيامة )‏،

إن ما رأيناه في أحداث سوريا لا يصدقه عقل حيث أن أحداثهم كانت في ثلاث مراحل  السلم ثم الحرب ثم النصر  ولكن ما يلفت الانتباه أنهم في جميع هذه الراحل كانوا مثلا لا يوجد مثله في التحرك بالقرآن والسنة ،حيث أنهم في بداية الأمر كانوا في حالة السلم سالمين مطمئنين ولكن سرعان ما أتى الظلم و الظالم من سلبهم حريتهم و امنهم ‏و حقهم  فتحركوا بقوله تعالى : {وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } [ الأنفال: 61]

حيث أنهم طالبوا بحقوقهم بالسلم  والكلام بدون اعتداء ولا عدوان وكانوا ينتظرون أن يأخذ حقوقهم بالسلم ولكن قابلوا هذا السلم بالظلم البين الذي وجه إليهم ‏عن طريق العدوان والاعتداء والظلم والقهر 

ولم يكتفي بذلك فقد قال أنه في مكان الله سبحانه وتعالى وكان يجعل جنوده يقولون ذلك ورأينا ما هو مكتوب على الجدران في سوريا: "يسقط ربك وما بيسقط الأسد"، ما هذا الشرك البين الذين قال عنهم الله سبحانه وتعالى: { وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلُّوا عَن سَبِيلِهِ ۗ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ }[ سورة إبراهيم: 30]

وللأسف وجدوا من يقف بجانبهم و هم الذين قال عنهم الله سبحانه و تعالي :  { لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }[ المجادلة: 22]، 

ويجب أن نحذر منهم حيث قال الله تعالى  : { لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ }[ آل عمران: 28]

فقرروا التحرك بقوله تعالى : { وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ }[ الأنفال: 60]

فاعدوا لهم ما استطاعوا من قوة من الأسلحة وأشياء أخرى ليست سلاح ولكن هي عند العدو عظيمة و مرعبة مثل الكاميرا التي كان يحملها المجاهد الشهيد : (مازن حمادة )

‏التي قبضوا عليه بتهمتها وعذبوه بتهمتها ‏وكان الطلب والمطالبة بالحقوق جريمة والتكبير جريمة و التهليل جريمة كما قال الله تعالى : { وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا ۚ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [ سبأ: 33]

‏وكذلك قوله تعالى : { وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا }[ نوح: 22]

ولكن الله خير الماكرين لقوله تعالي :  

‏ { وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ }[ آل عمران: 54]

وقوله تعالى : { وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ } [ سورة النمل: 50]

‏فدافعوا بكل شيء فمنهم من أكمل الجهاد داخل البلاد تحركا بقوله تعالى : { وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ۚ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ } 
[ سورة الحج: 78]

ومنهم من هاجر في سبيل الله تحركاً بقوله تعالى : { وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ۖ وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }[ سورة النحل: 41]

ثم بعد هذا الجهاد الطويل والظلم الذي طال لعقود خرجوا في المرة الأخيرة حتى وقف الله بجانبهم و تحركوا بقوله تعالى : 
‏ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }[ سورة محمد: 7]
و أن الله هو الغالب لقوله تعالى :  { إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ }
[ سورة آل عمران: 160]

‏و بفضل الله تحقق النصر و الفتح وصدق الله وعده حين قال تعالي : { وَعْدَ اللَّهِ ۖ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }[ سورة الروم: 6]

وقوله تعالى { قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا ۖ فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ ۚ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ } [ آل عمران: 13]

ونقف هنا لنسأل سؤال مهم وجدير بالذكر وهو : "ما هو هذا الوعد ؟"
الإجابة الواضحة البينة في قوله تعالى : { وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }[ سورة القصص: 5]

‏وفي النهاية يجب أن يعرفوا أن واجبهم الآن هو التحرك بقوله تعالى : 
{‏ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ }[ سورة التوبة: 36]
وبالاخص كلمة " كافة " وهي أهمية توحيد الصفوف لمواجهة الصعوبات و المكر القادم 

والحمد لله حمدا يدوم بدوام الله ولا يفنى بناء جسدي




كتبه : بدر عماد محمد 

Post a Comment

أووپس!!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت وبدء التصفح مرة أخرى.
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.