▪ واحدة من نقلات الفلسفة الكبرى هي نظرية المعرفة. من المهم فهمها لمن يبحث عن الحقيقة. سنعرج على أهم مباحثها في الدرس:
ما هي المعرفة/ لبنات المعرفة/ مستويات المعرفة.
*ما هي المعرفة؟*
▪ في عصور العلم تطورت نظرية المعرفة. غلب الطابع المادي الذي يعترف بالتجربة الخارجية كبرهان. فحددوا المعرفة بثلاثة شروط :
معتقد مبرهن وصحيح . أي أن المعرفة تتطلب ثلاثة عناصر:
الاعتقاد بصحة شيء + أن يكون لديك برهان على صحته + أن نستطيع اثباته بالمقارنة بالواقع الخارجي.
▪ ثم جاء أصحاب التوجهات الفلسفية. وضعوا ميزان جديد لضبط المعرفة تبعا ل"نوع المعرفة" :
- فماهو بطبيعته ماديا يحاجج به ماديا.
- وما هو بطبيعته فلسفيا يحاجج به فلسفيا.
- وما هو بطبيعته دينيا يحاجج به دينيا.
▪ عارض بعضهم هذا التوجه بدعوى تأثير الميول الشخصية في الحجاج الفلسفي، وتمسكوا بالضابط العلمي التجريبي .
*لبنات المعرفة* :
تتعامل عقولنا مع المعلومات من خلال عدة "لبنات عقلية" نبني بها معارفنا:
▪ *المفاهيم المجردة* : نرتب بها الموجودات في العالم
▪ *الحقائق والأرقام* : نضبط بها المعلومات في العالم .
▪ *الاجراءات* (كيف تعمل الأشياء) : نتحرك وفقها في العالم.
▪ *قضايا الماورائيات* : نكمل بها فهمنا عن ما وراء العالم .
▪ *التفكير في التفكير*: مهارة تسمح لنا بمحاكمة أفكارنا وتجاوزها باستمرار.
*مستويات المعرفة *
يجب على صانع النهضة أن يحدد إلى أي فئة تنتمي المعلومة التي بين يديه ليعرف كيف يتعامل معها. هناك خمسة مستويات للمعلومة، وهي محورية في دراسة كيفية تكوين المعرفة ومدى صحة وقوة المعتقدات التي نحملها.
▪ *الشك*: يكون الشخص غير متأكد بشكل كبير من صحة المعلومة. لعدم توفر دليل.
▪ *الظن* : هو اعتقاد بوجود احتمال لصحة المعلومة، لكنه احتمال ضعيف وغير مدعوم بأدلة كافية. في هذا المستوى، يكون الشخص مائلًا للتصديق، لكن مع تحفظات.
▪ *الاحتمال* : يكون الشخص مقتنعًا إلى حد ما بصحة المعلومة، بناءً على أدلة معقولة ولكن ليست قاطعة. درجة من الثقة أكبر من "الظن" لكنها لا تصل إلى "اليقين".
▪ *الإيمان أو الاعتقاد* : يكون الشخص مقتنع بأن المعلومة صحيحة، قد لا يكون مدعومًا بأدلة قوية. يعتمد غالبًا على التجربة الشخصية أو الإيمان الشخصي.
▪ *اليقين*: هو أعلى مستويات الاعتقاد، حيث يكون الشخص مقتنعًا تمامًا بصحة المعلومة بدون أي شك. مدعومًا بأدلة قوية وقاطعة تجعل الشك غير وارد.
*اشكاليات تواجه المسلم*
مستويات المعرفة غير واضحة عند المسلم حين التعامل مع النص والتراث:
- الفارق دقيق جدا بين قضايا اليقين وبين قضايا الظن .
- معظم قضايانا ليست من النوع اليقيني بل يغلب عليها الظن الراجح.
- وبالتالي بعض الناس يعتقد أن ما توصل اليه يصل الى رتبة اليقين وهو ليس كذلك.
- لو كان يقين لما اختلف عليه الناس ولما تضخمت الكتب المكتوبة حوله .كتب الفقه تضخمت بسب اراء الفقهاء وظنونهم .
إشكال كبير. اذا كانت قضية من الظنيات وانت عاملتها على انها من اليقينيات ستدخل في حروب لا لزمة لها.