شكلت الفلسفات السياسية في عصر التنوير وعي الانسان. دارت نقاشات ساخنة حول العدالة. ظهرت على هيئة نظريات سياسية تتحدى المنظومات السائدة.
سنعرج في هذا الدرس على :
- أشهر نظريات العقد الاجتماعي.
- زيارات لبعض العناوين الفلسفية الكبرى.
*نظريات العقد الاجتماعي*
في العصور الوسطى، كان الاعتقاد السائد أن الحاكم يستمد سلطته من "التفويض الإلهي".
في عصر التنوير، أسسوا فكرة أن السلطة السياسية تستمد شرعيتها ليس من الله بل من العقد الاجتماعي بين الأفراد. أشهر النظريات
▪ *توماس هوبز*.
كتابه الوحش "الليفياثان". يصف الطبيعة بأنها فوضوية وخطيرة. يخشى الجميع على حياتهم فيها. الحل أن يتنازل الأفراد عن حقوقهم الطبيعية لصالح حاكم قوي يفرض النظام.
▪ *جون لوك*:
كتابه "الحكومة المدنية". عقد اجتماعي بين افراد المجتمع يوافقون بموجبه على تشكيل حكومة لحماية حقوقهم. وفي حالة فشل الحكومة يحق للأفراد تغييرها.
▪ *جان جاك روسو* .
"نظرية العقد الاجتماعي". المجتمع بطبيعته لا أخلاقي. الأمن ينعدم داخل المجتمعات. الحل "إرادات فردية" تتجمع تحت إرادة عامة. السيادة تنبع من "الإرادة العامة" للشعب. الحاكم ليس سوى أداة لتنفيذ إرادة الشعب.
*المدرسة التفكيكية* .
بعد هذه الوثوقية الكبيرة بالعقل والمنهج العلمي والتدبير السياسي. مرت اوروبا بتجارب مؤلمة:
- حربان عالميتان خلفتا 70 مليون قتيل. ولد ردود فعل لمسائلة جذور الفكر.
- عكس بقية المدارس التي تبحث عن الاتساق. التفكيكية تبحث في تفكيك المنظومة لتعرف الأدواء التي لم تستطع المنظومات السابقة اكتشافها. وادت إلى تلك المآسي. .
- التاريخ يصنعه القادة العظام الذين يكتبون عن انتصاراتهم . اما الحقيقة لا تعرف من خلال هؤلاء. انما قد تعرف من رسالة جندي لزوجته.
- *الحفر المعرفي*. مفهوم يرتبط بالفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو. منهج يسعى إلى الكشف عن الطبقات العميقة للمعرفة من خلال تحليل الخطابات وتحديد الطرق التي يتم بها تنظيم الأفكار والعلوم والمؤسسات.
*مدارس علم الاجتماع*
برزت فكرة تحويل العلوم الانسانية الى علوم تجريبية . هندسة المجتمع عبر "قوانين تحكم" في المجتمعات. اهم مدرستين:
▪ *المدرسة الظاهراتية* .
ترى أن الظواهر الاجتماعية لا يمكن فهمها إلا من خلال فهم التجارب الذاتية للأفراد. تهدف إلى فهم كيفية إدراك الأفراد لهذه الظواهر وتفسيرهم لها.
▪ *المدرسة الوضعية*:
.تهدف إلى اكتشاف القوانين العامة التي تحكم الظواهر الاجتماعية. تعتبر الظواهر الاجتماعية كواقع مستقل يمكن دراسته علمياً.
*التيار الوجودي*
الوجودية تعكس روحا يائسة في ظل الظروف التي مرت بها أوروبا. ولكن تعتقد ان الإنسان قادر على صنع معناه الخاص حتى في أكثر الأوقات ظلمة. يمكن تقسيم تطور الفكر الوجودي إلى مرحلتين رئيسيتين:
▪ *كيركيغارد والوجودية المبكرة*:
- يُعتبر الأب الروحي للوجودية. رأى أن الإنسان محكوم بالاختيار، وكل خيار يضعه في مواجهة مع قلق وجودي يتزايد كلما زادت مسؤولية قراراته.
- بالنسبة لكيركيغارد، الإيمان بالله هو الحل الوحيد لتجاوز هذا القلق.
▪ *سارتر والوجودية الحديثة*
كتب في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، حيث كانت أوروبا تعيش في حالة من الدمار والخراب النفسي.
- سارتر جادل بأن هذا العالم العبثي ليس له إله، وهذا يعني أن الإنسان مسؤول بالكامل عن نفسه وعن إيجاد معنى لحياته.
- في مسرحيته "لا مخرج" (No Exit)، تجد الشخصيات نفسها في حالة من القلق المستمر لعدم قدرتها على الهروب من مسؤولياتها الوجودية. تعكس المسرحية فكرة أن "الجحيم هم الآخرون".
*الخاتمة*
▪ الفلسفة هي مطاردة مستمرة لاشكاليات الانسان مع زمنه ومنتجاته:
- بواسطتها نستطيع ان نعرف الامراض الحقيقية.
- داخل عصر التنوير تشكلت فلسفات هي استجابات للظروف المختلفة.
اعداد: م. رباب قاسمو
المصدر: برنامج البناء الثقافي لقادة النهضة، الدكتور جاسم سلطان