استثمر في نفسك اليوم، واجعل التعلم عادة يومية. ابدأ الآن واجعل العلم رفيقك في رحلة النجاح. تابعنا على تيليجرام!

الشعور نبض الإنسانية

أن تشعر بألم أو فرح أو حزن أو وحدة أو تفوق أو انتصار أو حتى مرارة هزيمة أو صرخة وجع أو قفزة تحقق المستحيل ..

كل هذا يعني أنك على قيد الإنسانية.. 

ربما لا يعرف الإنسان قيمة هذا النبض إلا عندما يعايش فاقده .. 

ذلك الذي مزقت الآلام جوفه وتتابعت نيران البلايا على قسطاس صبره حتى خمدت آخر نبض حياة فيه..

صار مثل الرجل الآلي يتحرك في إطار المفروضات والواجبات كقطار مضبوط على قضبان حديدية تتابع عليه الفصول ومهما طال مسير القطار لا تظهر نهاية القضبان في الأفق ولا يكاد الجدب والقفر الذي يملأ مد البصر ينقضي ولا يبدو فيه خضار أمل.. 

ذلك الميت المتحرك يخبرك كم أن الشعور ولو كان ألما يبقى نعمة .. 

أن تكون قادرا على الغضب والصراخ والتنديد والامتعاض والضحك والاشتهاء والتمني والطلب أعظم ما يملكه الإنسان مهما كان متعبا أو متقلب الأحوال .. 

تأمل دائما في أحوال هؤلاء الموتى الذين يتم استخدامهم من قبل دجالي العالم الظالمين وكأنهم يسولون لهم أنهم يثأرون من الدنيا التي قتلتهم ..

هؤلاء القنابل الموقوتة أشد خطرا من القنابل النووية ؛ حيث إنهم معدومي الضمير والحس ولا يكادون يشعرون بأي تأنيب أو خزي أو عار تجاه كل البشاعة والإفساد الذي يخلفونه وراءهم .. 

هم مثل فيل أعمى يسهل عليه تدمير كل شيء ولا يكاد يشعر بشيء من هذا ولا يرى بشاعته .. 

جيش من الفيلة العميان مدججون ومصفوفون في صفوف لا نهاية لها لجامهم بأيدي شياطين إنسية .. 

في الحقيقة هم لا يشعرون ولكنهم يتمنون أن يحرروا من هذا الجحيم الذي تنعكس صورته في أعماق بعيدة من روحهم في تلك الكسرة المغبرة الباقية من مرآة الفطرة والإنسانية.. 

احمد الله ألف مليون مرة إذا كنت مازالت على قيد الشعور ..

واحمد الله أضعاف ذلك إذا عاد لك الشعور بعد فقده .. 
لا تتذمر من الشعور بالألم ؛ فالمجذوم يتمنى أن يصرخ ألما على أن يتعفن جسده دون الشعور بالألم ..

ذلك الذي يتمزق لرؤية البؤس والعذاب في عالمنا المنكوب خير ألف مرة من ذلك الذي يسبح في بحار الغفلة ولا يفيق إلا عندما تمتلأ بركة سباحته بدمائه .. 

الحمد لله على نبض هداية وتكريم من الله لنا .. 

وأخيرا من يشعر بالألم والحزن والهزيمة والقهر؛ حتما سيأتي يوم يشعر بالفرح والأمل والسعادة والإنجاز والفوز والنصر ..

اللهم بدل كل مواجعنا جبرا وفرحا ونصرا وعزا وأملا وارتقاء ، واجعلنا صابرين ثابتين ساعين خلف الخير بالغين هدفه حائزين على نواله بفضلك ورحمته ..



بقلم: فاطمة بنت الرفاعي 

إرسال تعليق

أووپس!!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت وبدء التصفح مرة أخرى.
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.